الادبــاء الــهــواة
اهلا و سهلا بك زائرنا الكريم .
الادبــاء الــهــواة
اهلا و سهلا بك زائرنا الكريم .
الادبــاء الــهــواة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الادبــاء الــهــواة

مرحبا بك يا زائر في منتدى الادباء الهواة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإمام أبو حنيفة النعمان - رحمه الله - 07 -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المشرف العام

المشرف العام


وسام ذهبي
عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 13/11/2010

الإمام أبو حنيفة النعمان - رحمه الله - 07 - Empty
مُساهمةموضوع: الإمام أبو حنيفة النعمان - رحمه الله - 07 -   الإمام أبو حنيفة النعمان - رحمه الله - 07 - I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 03, 2011 5:47 am


اتسعت الفتوحات حتى أصبح البحر الأبيض المتوسط بحيرة إسلامية، وحتى ارتفعت الراية الإسلامية فوق شرق أوربا وجنوبها والأندلس، وكل بلاد العالم التي عرفها إنسان ذلك العصر، وعلى الرغم من ازدهار الحضارة، فقد شغل رجال الحاشية بالكيد لأبي حنيفة، يظاهرهم بعض الفقهاء أصحاب المناصب وأهل الحظوة عند الخليفة.

وأخذ الوزير الأول يكيد عند الخليفة لأبي حنيفة، وانتهز فرصة خروج أهل الموصل على الخليفة، وكانوا قد شرطوا على أنفسهم إن هم خرجوا على الخليفة أن تباح دماؤهم وأموالهم، وأرسل الخليفة إلى ابن شبرمة وابن أبي ليلى ليسألهما رأي الدين في أهل الموصل، وكان قد أعد جيشًا للفتك بهم، واقترح الوزير الأول على الوزير أن يدعو أبا حنيفة، وكان يعرف أن تقواه وشجاعته وكل فضائله ستقوده إلى مخالفة رأي الخليفة، وحضر الفقهاء الثلاثة، فسألهم عن حكم الشرع في أهل الموصل، وسكت أبو حنيفة وأفتى الآخران بأن أهل الموصل يستحقون الفتك بهم! وأفتى أبو حنيفة بأن الخليفة لا يحق له الفتك بأهل الموصل؛ لأنهم بإباحتهم أرواحهم وأموالهم إنما أباحوا ما لا يملكون، وسأل: لو أن امرأة أباحت نفسها بغير عقد زواج، أتحل لمن وهبته نفسها؟ فقال له الخليفة: لا. فطلب الإمام أبو حنيفة منه أن يكف عن أهل الموصل فدمهم حرام عليه، وأن يوجِّه الجيش إلى حماية الثغور، أو إلى فتح جديد لنشر الإسلام، بدلا من أن يضرب به المسلمين.

وضاق به الخليفة وأمره أن ينصرف، ومَن حول الخليفة أعداء الإمام يستفزونه للبطش به، وفي مقدمتهم ابن أبي ليلى قاضي القضاة وتابعه شبرمة، ومضى أبو حنيفة إلى داره، وهو يقول لصحبه: إن ابن أبي ليلى ليستحل مني ما لا استحله من حيوان!

وفي الحق أن ابن أبي ليلى وشبرمة والعصبة المعادية لأبي حنيفة في قصر الخليفة زينت للخليفة أن يقهر أبا حنيفة على قبول ما يعرضه عليه من مناصب، فإذا أبى فقد امتنع عن أداء واجب شرعي فحق عليه العقاب، ووجب أن يُشهَّر به في الأمة؛ لأنه يتخلى عن خدمتها! واقترحوا على الخليفة أن يبدأ فيمتحن ولاءه، فيرسل إليه هدية، وكانوا يعرفون سلفًا أن الإمام أبا حنيفة لن يقبل الهدية! وأرسل له الخليفة مالاً كثيرًا وجارية، فرد الهدية شاكرًا.

ثم أرسل الخليفة إليه يلح عليه في ولاية القضاء أو في أن يكون مفتيًا للدولة يرجع إليه القضاة فيمن يصعب عليهم القضاء فيه بما أنه يكثر من لوم القضاة على أحكامهم، ويكشف للعامة جهل شيخهم ابن أبي ليلى وتابعه شبرمة!

ورفض أبو حنيفة، فاستدعاه الخليفة يسأله عن سبب رفضه، فقال له: والله ما أنا بمأمون الرضا، فكيف أكون مأمون الغضب؟! ولو اتجه الحكم عليك ثم هددتني أن تغرقني في الفرات أو الحكم لك لاخترت أن أغرق، ثم إن تلك حاشية يحتاجون إلى مَن يكرمهم لك، فلا أصلح لذلك.

وكانت الحاشية كلها تحيط بالخليفة، وعلى رأسها وزيره الأول والفقيهان ابن أبي ليلى وشبرمة، فأبدوا التذمر وبان عليهم استنكار ما يقوله الإمام أبو حنيفة، فقال الخليفة محنقًا: كذبت. فقال أبو حنيفة في هدوء: قد حكمت على نفسك، كيف يحل لك أن تولي قاضيًا على أمانتك وهو كاذب؟!

وبعد قليل سأله الخليفة عن سبب رفض هداياه، فقال له أبو حنيفة بأنها من بيت مال المسلمين، ولا حق في بيت المال إلا للمقاتلين أو الفقراء أو العاملين في الدولة بأجر، وأنه ليس واحدًا من هؤلاء!

فأمر الخليفة بحبسه وضربه بالسياط حتى يقبل منصب قاضي قضاة بغداد!

وها هو شيخ في السبعين أثقلته المعارك والدسائس والهموم، ومكابدة الفقه والعلم والتحرج.. ها هو ذا يضرب، ويظل يضرب بالسياط في قبو سجن مظلم، ورسل الخليفة يعرضون عليه هدايا الخليفة، ومنصب القضاء والإفتاء.. وهو يرفض!! فيعاد إلى السجن ليعذب من جديد، ويكررون العرض، وهو يكرر الرفض، داعيًا الله: اللهم أبعد عني شرهم بقدرتك.

وظل في سجنه يعرضون عليه الجاه والمنصب والمال فيأبى، ويعذب من جديد! وتدهورت صحته، وأشرف على الهلاك، وخشي معذبوه أن يخرج فيروي للناس ما قاسى في السجن، فيثور الناس! وقرروا أن يتخلصوا منه فدسوا له السم، وأخرجوه وهو يعاني سكرات الموت، وما عاد يستطيع أن يروي لأحد شيئا بعد!!

وحين شعر بأنها النهاية أوصى بأن يُدفن في أرض طيبة لم يغتصبها الخليفة أو أحد رجاله، وهكذا مات فارس الرأي الذي عرف في السنوات الأخيرة من حياته باسم "الإمام الأعظم"، وشيعه خمسون ألفًا من أهل العراق، واضطر الخليفة أن يصلي على الإمام الذي استقر إلى الأبد في ركن هادئ من الدنيا لم يشبه غضب، والخليفة يُهمهم: مَن يعذرني من أبي حنيفة حيًّا وميتًا؟

وهكذا مضى بطل الفكر الشجاع شهيدًا لحرية الرأي في محنة من العذاب لم يعرفها أحد من الفقهاء من بعده، حتى كانت محنة الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة في عصر زري كذلك العصر.. عصر تحكمه الدسائس والسموم وسياط الجلاَّدين، على الرغم من روعة الفتوحات العسكرية، وانتصارات العقل الإنساني، ويبطش فيه المزيفون برهان الحرية وفرسان الفكر.

وتظل المنارات الشامخة فيه مضيئة على الرغم من كل شيء، تقدم للإنسانية جيلاً بعد جيل عطاءً خالدًا من شعاع المعرفة والقوة، وجسارة الكلمة الصادقة الأبية الفاضلة!

قالوا عنه:

قال عنه الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة.

وقال عنه النضر بن شميل: كان الناس نيامًا في الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة.

وقيل: لو وُزن علم الإمام أبي حنيفة بعلم أهل زمانه؛ لرجح علمه عليهم.

وقال عنه ابن المبارك: ما رأيت في الفقه مثل أبي حنيفة.

وقال عنه يزيد بن هارون: ما رأيت أحدًا أحلم من أبي حنيفة.

رحم الله الإمام الأعظم أبا حنيفة النعمان

المصدر: عبد الرحمن الشرقاوي، "أئمة الفقه التسعة" العصر الحديث للنشر والتوزيع 1985م



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإمام أبو حنيفة النعمان - رحمه الله - 07 -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الادبــاء الــهــواة :: بوابــــــــة دنيـــــــــــا و ديــــــــــــــن-
انتقل الى: