مر بيا العمر متباطئا ، متثاقل الخطى ككل لحظة فيه ، يقدمني خطوة و يعيدني بعدها خطوات
يوم يتلوه يوم آخر بنفس الروتين ، نفس الوجوه و نفس الأحاسيس ، تساءلت ترى هل ما مر من عمري كله كان هكذا ؟
ألم تتخلله لحظة فرح أو وجه غريب يكسر هذا الروتين ؟
فحملت مذكراتي و رحت أقرؤها الواحدة تلوى الأخرى إلى أن وصلت إلى إحداهن و التي إستوقفتني مطولا .
حيث وجدت مشاعري مرسومة على كل سطر فيها ، كان الهدوء يعم غرفتي قبل أن أقرأ مافيها
لكن فجأة صرت أسمع عزف الناي الذي كرهت و أقسمت ألا أسمع ترانيمه لأنها كانت تذكرني بك ، تعيدني إليك ، تأسرني فيك .
شعرت بقشعريرة غريبة تهز كامل جسدي ، وعاد شريط قصتي معك يعرض أمامي كأن التاريخ تعمد إعادتي إلى الوراء
سبحان الله ، تسارعت نبضاتي كما حدث حين كنت أراك و غمرني إشتياق و لهفة إليك ، و صارت الدموع تنساب على وجنتي كأنها زخات مطر
إحترت حينها و تساءلت طالما كان كل هذا الحب يسكن قلبي إتجاهه فلما كان مصيرنا النهاية ؟
ثم تذكرت أنني عشقت من ليس لي ولم يكن يوما لي بل كان مجرد حلم جميل إستيقظت منه على وقع خطاك أثناء الرحيل .