قَدْ لَاحَ عطْرُ القُدْسِ فِي الفَجرِ لَاحْ ..
والمِسْكُ يَجرِي من دَمِ الشُّهَدَاءِ ..
فـَاحْ !
مَالِي أشجَاكِ أهْذِي وهَذا اللـَيّْلُ يَصحُو ..
مفتوقَ الجِرَاحْ ؟!
مالِي أنَا أرنـُوكِ طيفاً ..
وَوَجهُ هذا الصُبح ِ ..
لَاحْ !
أنا هَهُنا ..
أُطـَرِّزُ الوجدَ على تـُخُومِ الغيّْبِ ..
بألوَانِي والحَنِينِ ..
وفِي وَجَعِ القصَائِدِ عِطرُ القُدْسِ ..
فـَاحْ !
أنَا مِنْ طِـين ٍ وَمَاءْ ..
لـَكِنَ رَغمِي أطـَلْ ..
وَرَأيْتُ رَكْبَ الذِينَ أحبُّهُمْ ..
وأيُّوبَ القـَلبِ ..
نـَاحْ !
خطئي أنَـا :
أنِّي أَنفَقْتُ كلَّ العُمْرِ أمْشِي ..
ورَفـْرَفـْتُ فِي وِرْدِي كَطـَير ٍمكْسُورِ ..
الجَنـَاحْ !
يَا كُلَّ المُدُنِ البَعِيدَةِ وصَوْتُ المَدَى فِي هَذا ..
السَدَاحْ !
أنـَا قَدْ عَلَّقْتُ وَجْهِي فـَوْقَ حَقـَائِبِ غـُرْبَتِي ..
وَخـَنـَقـْتُ عَبْرَتِي فِي نـَبْرَتِي ..
وسِرْتُ بالخُطـَى جَهْرا ً..
وفي يَدِي يَئِنُّ القلمُ ..
والمُفـْتـَاحْ !
مَالِي أنـَا أشْطـَارُ أسْئِلةٍ تـُفضِي لِهَذا البَابِ ..
ليَفِيضُ دَمْعِي مِنْ عُمْقِ ..
أخْدُودِ الجـِرَاحْ !
هَذِهِ النَّظـَرَاتُ تَمْتـَدُّ مِلْءَ العَيّْنِ حَوْلِي ..
والخـَفـْقُ يَجْتـَازُ النَبْضَ لِيَـقتـَاتَ الهَدِيلَ ..
مِنْ لـَهَفٍ أيْقـَظـَهُ وَجْهُ ..
الصَّبـَاحْ !
ومن أي الأبوَابِ يَنفـَذ ُ مَهْرَبِي ..
وبعضِي هُناكَ أرْهـَقـَهُ قَشْبُ التـَّفاصِيلِ ..
وارْتِطامُ الصَّبرِ فِي انْسِدَاد ِالأفـُقِ ..
البَرَاحْ !
يَا لِلمَطـَرِ الرَّذَاذ ْ !..
انْزِلْ سَلاماً عَلى قـُلـُوب ِالأحبَّةِ ..
وافتَحْنِي نَافِذة ً للشُّمُوخِ..
لِتَخـْبُو أصْوَاتَ الرَعْد ِفي عَصْفِي ..
والرِّيَاحْ !
يَازِينَةُ القـَلب ِالوَدُود ِتـَجَلِّيْ لأوْصَاف ِعِطْرِي ..
قد حَانَ وَقتُ الصَّفح ِ..
وَهَذا البَوْحُ بَوْحِي ..
والحَنِينُ حَنِينِي ..
أمَــا أزِفَ الوَقتُ ليَغشَانِي حُضنُكِ ..
بـِدِفئِك والسَمَاحْ ؟
* * * *
يا قُدْسُ يَا دَوْحَة ُالزَّمَنِ الوَدُودِ ..
أطلِي أطليِّ :
أنـَا قَدْ ولِدْتُ مِنْ ألِفِ الرِّجَالِ ..
وتَدَفَقـْتُ في لُغَتِي كَثـَوْرَةِ سَيْلٍ ..
أوْجَعَهُ جُرفُ قـَصَائِدِي ..
وَزَفرَاتُ الرَحِيلِ بـِتـَنوُرِ ..
الَلظَى !
أشْوَاقِي وقـَلبِي يَتـَقـَاسَمَاكِ ..
فِي ثِقـَلِ الغِـَابِ ..
ليَنهَمِرَ جَوْفِي والغـَمَامُ ..
ولِيَشرَبَ حَمَامُكِ رَقـْرَاقَتِي مِنْ سَيّْل ِ..
الجَوَى !
يَا كُلَّ هَذا الرَحِيلِ الخـَوَاءُ الخـَوَاءْ ..
أغـْرُبْ طـَرِيداً فِي دُرُوبٍ يَبَابٍ يَبَابْ ..
هَا قـَدْ جَاءَ صَوْتُكِ والحَنِينُ ..
وبِالبَرْق ِهذا الصَمْتُ ..
انْثَنىَ !
سَأكتُبُكِ أغنِيَةً لِليَمَامِ وِللسَلَامِ ..
بزخاتِ الشِتَاءِ ..
وبـِلـَوْن ِ أجنِحَتِي وَحُرِّيَتِي الزّْرقـَاءِ ..
وبِحَبَّاتِ رَذاذٍ يَنثرُهَا عِشْقٌ تدَلى من وَهجِك ..
والسـَنـَا !
من يـُقـَبـِلُ لِي ..
إشتِيَاقـَاتِي ونـَظرَاتِك وطـَنِينَ مَعَازِفِي ..
إذا مَا أقبـَلَ وَجهـُكِ المسْكونُ ..
بإشْرَاقـَةِ السِّحْرِ العَنِيدِ ..
ليَمخُرُ كُلِي وطَيفَكِ ..
والصَدَى !
مَن يُقـَبـِلُ لِي ..
زَنـَابِقِي البَيْضَاءَ وضَحَكَاتَ طـُفـُولـَتِي ..
وقـَلبِيَّ الَمثقـُوبَ ..
منْ وحْي ِهَذا الوَجْدِ نَابَ حَتى إهتَرَأ !
يَا قدْسَ ألقـَاكِ أهْوَى ..
فـَأزلِفِي أزلِفِي ..
أنـَا قَدْ دَنَوْتُ مِنـْكِ وجَمّعْتُ عِطْرِيَ ..
مِن فـَيْح ِسَوَاحِلِي الخـَضرَاءِ..
وَدوَنـْتُ كُلَّ لَيْمُونِي ومَلامِحِي السَّمْرَاءَ ..
وقـْفـَا ًعَليْكِ ..
بكِتـَابٍ غـَزِيٍ عَرَبِيٍ أحسَبهُ وِثاقَ عَهدٍ قـَد ..
مَضىَ !
صَحَوْت ُ.. وقـَفـْتُ .. ذَهَبْتُ .. حَلـَقـْتُ ..
رَفـْرَفـْتُ ..
شـَمْألْتُ ريَاضِي وغَرَسْتُ زَيّْـتُونَ خَمَائلِي ..
وكَتـَبْتُ عَلى بَابِي :
" أنـَا قـَد طـَفِقـْتُ المَطارَاتَ البَعِيدَةَ وعَيَّنـْتُ نَفـْسِي سَفِيراً للهَوَى ! "
يَا قُدْسُ يَا حَبـِيبَتِي : مُرِينِي بـِشيْءٍ مُسْتَحِيلٍ ..
أصْحُو أُحِبُّكِ ..
أغفـُو أحِبُّكِ ..
فِداكِ رُوحِي ..
لتَفِيضَ نَهْراً ..
يَدفـُقـُنِي مِن ثَرَاكِ حَتى سَقفـَكِ ..
فِي الثــُّرَيَّا !