دخلت المنزل وهي في حالة ارهاق شديد بسبب كثرة المواد التي درستها اليوم . فدخلت غرفتها و جلست على الكرسي لترتاح و اذا بها تجد نفسها تائهة في مكان مظلم حيث انها لا تدري في اي اتجاه تذهب .فجاة ، انير المكان بضوء الشموع الموجودة فوق الطاولة على شكل قلب ، مزين بالورود المفعمة برائحة المسك التي تدخل البهجة الى النفس، كما انه يرتقي بها الى درجة التفائل . وكان على جانبيها كرسيان يتلالان بوميض يرسل للعين رسالة فيها صور الحي و الطبيعة . ثم رات رجلا قادما نحوها مبتسما ابتسامة ادخلت الفرح الى قلبها ، و لم تنزعج بل ارتاحت عندما تحدث اليها قائلا ..مرحبا يا انسة ،تفضلي بالجلوس ..ردت عليه بكل ثقة قائلة ..شكرا لك يا سيدي ..فقال .. هل اعجبك ما قمت به لاجل عينيك ؟
ابتسمت الفتاة بسمة حياء ثم قالت له ...انه لم يعجبني فقط بل احببته وانا اشكرك على ما فعلته من اجلي ..
رد عليها قائلا ..لا شكر على واجب ، فانت تستحقين اكثر من ذلك ..
حينها اتت لحظة الصمت و اذا بعيونهما تتلاقى ، وكم خفق قلبها عندما نظرت الى عينيه اللتان اخذتاها الى عالم العشق و الغرام ،و كم كان هو الاخر سعيدا عند رؤيتها .. فوقف قادما نحوها ثم جلس امامها راكعا على ركبتيه و قدم اليها وردة حمراء خباها وراء ظهره وكم تفاجئت عندما فتحتها ، حيث انه كان بداخلها خاتم الماسي ، حينها قال لها .. اتقبلين الزواج بي ؟
ردت عليه بكلام ممزوج بالسعادة ، نعم اني موافقة
و مدت يدها نحوه كي يلبسها الخاتم ثم عانقها و كم احست حينها بالدفئ و الحنان ، وبعد ذلك طلب منها ان تراقصه على انغام الحب ، و كانت ابتساماتهما لا تفارق شفاههما ، فقالت في نفسها ، و اخيرا وجدتك يا ملاكي ، اني ما اعتقدت يوما اني ساجدك في عالمنا الذي يندر فيه وجود الملاك ، لذا يجب عليك ان تكون دائما بجانبي ، و ان ترد على رسائل قلبي التي تعبر عن مدى حبه لك ، كي لا يكون حائرا .تعالى و اقترب لاني احتاجك.....
فجاة شعرت الفتاة انها تبتعد عنه واذا به يناديها راجيا منها ان لا تتركه ، ثم دخلت الى عالم الظلام . فاستيقضت متفاجئة ، حينها عرفت انها نامت نوما خفيفا بسبب التعب الذي كانت احست به ، و كم ازداد نشاطها بعد ذلك الحلم الذي جعلها سعيدة . و في نفسها امل بانها ستلتقي بملاكها قريبا .