الشعر الحداثي هو الشعر (ان صح اعتباره شعرا عربيا)الجاري على احدث انماط الكلام الادبي الشعري ، و قد وصلنا اليه او وصل الينا بعد المرور بعدة بدع و مبتكرات ......فكان هناك الشعر الكلاسيكي العمودي المتعارف عليه بالشعر الجاهلي (عهد ما قبل الاسلام)ثم الشعر الاسلامي في عهوده الاموية و العباسية و الاندلسية الخاضعة لتقاليد الشعر الجاهلي المقننة بقواعد استقراء الخليل ابن احمد الازدي (712 م 778 م )لاشعار العرب حيث ضبط اوزانها في ستتة عشرة بحرا مؤلفا بها علما معروفا بعلم العروض و حضرها في البحور
1- الطويل 2- الكامل 3-الوافر 4-الرمل 5-البسيط 6 -الخفيف 7-السريع 8-المديد 9-المضارع 10-الرجز 11-المتقارب 12-المجتث 13-المقتضب 14-المنسرح 15-الهزج 16-الخبب
و تعتبر الاشعار الجارية على احد هذه البحور الخليلية ذات قيم تراثية لجمال موسيقى نغماتها و لوجودها مبثوثة في الايات القرانية المقدسة لدى العرب المسلمين و لدى الاعاجم .
و قد قرب جميعها صفي الدين الحلي ليحفضها دارس العروض فقال مثلا في بحر الهزج
على (الاهزاج )تسهيل (مفاعيلن مفاعيل)
و في البسيط قال... ان البسيط لديه يبسط الامل (مستفعل فاعلا مستفعلن فعل)
و كذا الامر في بقية البحور الستتة عشر و قد اكتشف الشهاب (2)ان ايات قرانية قد ورد وزنها (نظام حركاتها و سكناتها )على جميع بحور الخليل بن احمد من ذلك ... اذا (بسطت)يدي ادعو على فئة ... لاموا عليك عسى تخلو منازلهم (مستفعلن فاعلن مستفعل فعل )
فاصبحو لا ترى الا مساكنهم
و قال الشهاب في مخلع البسيط (وهو البحر الذي غنى عليه محمد عبد الوهاب مسافر زاده الخيال ...)
(خلعت )قلبي بنار عشق ***تصلي بها مهجتي الحرارة (وقودها الناس و الحجارة )(مستفعلن فاعلن فعولن )
و قال الشهاب في الخفيف ...(خف)حمل الهوى علينا و لكن ***ثقلته عواذل تترنم (ربنا اصرف عنا عذاب جهنم )(فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن )
و كذا نظم الشهاب في جميع البحور و قادته دراسته القرانية الى ايات كريمة بينات على اوزان جميع البحور بما في ذلك البحور النادرة الاستعمال كوزن (المضارع)الذي قال فيه ...الى كم (تضارعونا ) ***فتى وجهه نضير مفاعيل فاعلاتن (الم ياتكم نذير )
و قد يعود تمسك المحافظين على قرض الشعراء على صيغ الاوزان العمودية التي الف عليها شعراؤنا الاوائل خلال العهود المزدهرة
و تواجد البحور الخليلية المبوبة و المبثوثة في كتابنا الاسلامي المقدس انما ذلك حب و تعلق بهويتنا و التي لا تشبهها هوية اخرى بين الحضارات الانسانية .