رحماك ربّي

رحماك ربّي رحماك
بعبد غرّته دنياك
رجاؤه الأوكد أن
يرحل عنها برضاك
إذ طفق في ملذّاتها يغنم
حتّى استفاقه صوت نداك
فلبّى داعي ربّه
ولا معبود سواك
وزهد في الدّنيا وزيفها
ولجّ طالبا جنّات علاك
وطمع في مغفرة وعفو من سؤال :
عن خالقك مالّذي ألهاك ؟
فلا شاشة تذيع أخبارك
ولا صحيفة تؤيّد إنكارك ،
لا محام مؤمّن لأضرارك
ولا مال شار لأعذارك
ولا نصب مخلّد لذكراك

وحيدا في حفرة تُقبر
ومن ملك وملك تُسأل
عن خالق كريم صوّر
في رحم حالك نوّر.
سقاك لبنا سائغا اُفتر
لو كان في ثلج ،لاختمر وأسكر
ووهبك قلبا رحيما أصبر
من أيّوب ويعقوب الأكبر
فلولاه لكانت ذبابة وما فوقها
على إفنائك أقدر
وأهداك النّهى والعقل الّذي يُذكر
ونعمة لسان لخالقه يشكر
فلمّا استويت وأصبحت
على قدميك تقدر...
حدوت قافلة الملاهي
والكراسي الأوثر
لتريحك من وقت طويل
وفراغ قاتل أحقر
وبحثت عن ثياب لمفاتنك معلنة ،
لكن، لعوراتك لا تستر
وعن حزب تُدين بدينه
وعن قدوة،لمبادئها تنشر
وعن مال تكدّسه دون عبء
أحلال أم حرام المصدر ؟
وأصبحت الدّنيا لك معبودا
بئس العبادة، وبئس العابد الأخسر
ونسيت يوما تُؤمر الجوارح
من خالق قادر أجدر
فيتوقّف في جسمك دورانه
الأكبر كان أم الأصغر
ويضيّع لسانك حباله
إلّا القلب إذا شهد واستغفر .
عصيانك لا ينقص من ملكه،
وطاعتك لا تعني إلّا أنّك الأفقر....